السبت، 1 فبراير 2014

في جوف المِحن منح

قد يكون القبح فرصة ماسية للجمال ليلتفت إليه وقد يكون الاضطهاد فرصة لاظهار الثبات، وقد يكون الظلم فرصة لاظهار الصبر، كما يكون الموت فرصة لإصلاح الحياة، ويكون الظلام فرصة للحث على استدعاء النور، ويكون الطغيان فرصة لتعظيم العدل، وقد يكون الفشل سبيلاً للنجاح لتنصرف عن أمر لا يناسبك إلا ما فيه فلاحك.
تخرج المنح من قلب المحن، ويخرج الجنين ليبصر نور الحياة من ظلمة الرحم القاتمة، وسبحان القائل:
"يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويرزق من يشاء بغير حساب"

رسالة

لكل مكلوم ومظلوم ومضطهد ومريض ومدين وفقير وعقيم ومعاق ومسلوب ومبعد وأسير ومصاب، ولأهل كل واحد من هؤلاء. "إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم" قالها يوسف في نهاية السورة وما أروع قصة يوسف وهي تجلي لنا معنى اللطيف، فمن غيابات الجب إلى بيت العزيز إلى ابتلاء المراودة فالسجن بضع سنين فالتمكين إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم.

لطف الله

وما أعظم لطف الله في قصة موسى تلقيه أمه في اليم فيربيه عدوه الذي تخشاه ثم يقتل النفس فيفر بنفسه فيأوي إلى الظل يدعو "رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير" فيتزوج ويغتني ثم ينصح فرعون ويقيم عليه الحجة فينازل السحرة فيؤمنوا له ثم يشق له البحر هارباً فيكون هربه سبب هلاك عدوه ويكتب له التمكين "إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم"
وصدق الشاعر: قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي بعض الناس بالنعم.