الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

رفيق الطريق



إياك أن تصاحب كتابًا لا تفهمه، أو أن ترافق صاحبًا لا ترتاح له، إياك أن تتبّع أحداً يحجب عنك الغاية والمسار، إن الأنقياء وأصحاب الدعوات يعشقون الشمس ويحبون السير في النهار فإذا ما جنّ الليل إما أن يوقدوا مشاعلهم ليكملوا السير على بصيرة أو أن ينيخوا مطاياهم ويركنوا إلى الرّاحة ليواصلوا السير في أنوار الشمس الواضحة، أمّا أولئك الذين يعمّون عنك الحقيقة كلّها أو جلّها فلا تصاحبهم في مرتحل ولا تسلِمهم قيادك فإن الاتّباع لا يكون إلا على بصيرة.

لا تفارق


لا تفارق عندما تختلف مع صديقك على الطريق الواصلة، فالطرق المتّبعة وسائل تخضع للاجتهاد ولكلٍ تأويله، ولكن إن اختلفتم على المقصد والوجهة فليكن شعارك "ولكلٍ وجهة هو مولّيها" وما دامت الوجهة قد اختلفت فلا سبيل للصحبة لأن الافتراق حتمًا واقع لأنّ المآل ليس واحداً، فجد السير إلى مرامك وادع لرفيقك المفارق بالتوفيق والسّداد واحفظ العِشرة وإن اختلفت المقاصد، ما لم تكونا
على طرفي نقيض فإن التناقض في التوجهات مظنة الخصومة، ولذا فاحرص على الرفيق بالمقاربة والتقريب.