الأربعاء، 20 مارس 2013

سموم المحاباة

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ولي من أمر المسلمين شيئًا فولّى عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل منه صرفًا ولا عدلاً حتى يدخله جهنّم" تُرى ما الذي يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتوعّد بمثل هذا الوعيد؟! إنّه لشيء جلل.
فلنتأمّل في عواقب هذا الأمر ولنحاول أن نمحور تلك المخاطر في محاور محدّدة:
أثره على المُحَابَى:
  1. عدم القيام بالأمانة والرّكون إلى علاقاته.
  2. سلوك  السبل غير السوية للوصول إلى مراده ومطامعة واتخاذ ذلك منهجاً.
  3. افساد قلبه وترسيخ الاعتقاد بأن الضر والنفع بيد ولي الأمر وضعف الاعتماد على الله.
  4. الحرص تكوين الجيوب بين أصحاب المصالح نتيجة لافتقارهم لمقومات المهنة فيتجمعون للحفاظ على مكاسبهم ومصالحهم الباطلة.
أثره على الأكفاء من أقرانه:
  1. الإحباط وفقدان الرغبة في العمل وانعدام المبادرة.
  2. عدم الانتماء للمؤسسة.
  3. فقدان الثقة في قيادة المؤسسة.
  4. الشعور بالحقد على زميلهم وتلك الحالقة التي تحلق 
  5. بعض الأقران قد تفسد ذممهم ولا يحترمون المؤسسة وقوانينها وربما يستغلوها لمصالحهم الشخصية كنوع من الانتقام.
  6. بعض ضعاف النفوس قد يلجأ إلى تملّق أصحاب النفوذ وصرف الجهد لإرضائهم بدلاً من التركيز على العمل.
  7. الشعور بالغبن قال تعالى: ولا تبخسوا الناس أشياءهم.
أثره على بيئة العمل:
  1. تفشي الغش والرّشوة.
  2. النكوص عن النصح وقول الحق خشية الاقصاء.
  3. انتشار المجاملة على حساب الحق طمعًا في القرب والمحاباة.
  4. تجمع الموظفين في جماعات مصالح وتحزبهم في جيوب.
  5. عدم احترام قوانين المؤسسة وتغليب المجاملات طمعاً في المكاسب الشخصية.
  6. تفشي الأحقاد بين الناس.
  7. تعثُّر المؤسسة حيث سيُحارب المبدعون وأصحاب العلم من أصحاب القرار الجهلاء إما لجهلهم أو لخشيتهم من ظهور أصحاب الكفاءات مما سيظهر ضعفهم.
أثره على المحابِي:
  1. إفساد قلبه وتلبسه بالظلم.
  2. استجلاب دعوات المظلومين عليه.
  3. استحقاق لعنة الله للحديث المشار إليه أعلاه.
  4. الحرمان من النصح لأن الناس سيكثرون مجاملته طمعاً في محاباته.
  5. فقدان القدرة على التمييز بين الغث والسمين والمحب الصادق والمجامل الطامع.
  6. الإصابة بالكبر والغرور من تفشي التملّق.

السبت، 9 مارس 2013

أمل

قرعت جدران اليأس
قتلت شياطين الملل
ونفضت غبار الركود
وثرت على نفسي ثورة مغامر
فجددت ايماني بنهج صحيح
وصوبت توجهي
وثبت اقدامي نحو الأمام
وسرت بلا تردد ولا التفات
وشتتُّ الضباب بمصابيح الأمل
فبانت لي الطريق
واضحة رغم محاولات التشويش
ممهدة رغم ما فيها من أذى
عذبة رغم عذاباتها
وفي نهاياتها
جنات..
وعيون..
وظلال وارفة..
ومقام كريم..
ونعيم مقيم
وصحبة ليس لها مثيل
ومزيد ومزيد...
فهل من رفيق نحو العلا والنور
تلك الطريق التي عشقت رغم ما فيها لأن أبائي فيها الصحب الكرام، وأجدادي الأنبياء عليهم السلام وراسم الخطى فيها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فحي على الفلاح.

الاثنين، 4 مارس 2013

قلوب متآلفة

تسترسل الأفكار كشعاع الشمس في سماء غائمة، يتسلل الضياء من بين تلك الغيوم، يصل دافئاً منيراً، يبعث في النفس الهمّة والنشاط، تتفاعل الأفكار في الرأس لتولد أفكاراً أخرى، ينشط فيك داعي الخير أيّما نشاط، فتتقلّبُ في الفراش كما فعل أبو مسلم الخرساني، فيسألونك كما سألته أمُّه: ما بك؟ فتجيب همّة تناطح الجوزاء.
صورة جميلة شاعرية رائعة، تغدو ربيعًا زاهراً إن تبعها قيام ونهضة تحمل أحجارك، وترفع البناء فإذا هو شاهق، تراه شاهقاً لكنك سترى بجانبه أبنيةً تعلوه بمراحل، حتى يبدو بناءك بجانبها مصطبة، لا لشيء إلا لأنَّك بنيته وحدك، فإن يسّر الله لك في البناء أعوانًا بنيت بنيانا شامخاً شاهقًا بحق لا كالذي بني أولاً وخرجت من مرحلة المصاطب، ودرجت على أول مراقي ناطحات الغيوم لتصلك الشمس حزمًا حزمًا، يغمرك ضياؤها، ويشملك دفؤها، ولكن كلَّما ارتقيت وجب عليك مزيد من الاحتياط فلا بد لك من الانتباه للرياح العاتية في قمة الناطحات، والتحسُّب لبرودة الطقس في العلياء، ذلك أن للعمل الجماعي آفاتُه، فلا بد لك من الانتصاب قدوة تترفع عن الصغائر حتى لا تعصف بجمعك ريح التنافس، ولا بد لك من تربية تصون الجمع في سيره فلا يتفلت منه متفلّت، ذلك أنه كلما عظم البنيان زادت  التحديات، ولا سبيل لحفظ الجمع على الدرب غير الإخلاص والتخلية الجالبة للتحلية، والإيمان جامع القلوب، والتوكل والتجرُّد، والتبرُّءُ من الحول والقوة إلا بالله فهو سبيل الخلاص، وجالبُ الألفة، لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما أّلّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم.