بعضهم سيلوكك حتى لو استقمت على الأمر أقصى جهدك، وسيحيل أفضل سجاياك عيوباً، لا لشيء إلا لأنه من الحاسدين، لا تتعجب ولا تستغرب فليست كل القلوب سوية، وليس كل الناس أصحاء النفس والطويّة، فكما أن هناك أمراضاً تصيب البدن فهناك أمراض تصيب القلوب، لقد فعلوا ذلك مع خير خلق الله قاطبة، ألم يطعنوا النبي صلى الله عليه وسلم في عرضه، وفي قسمته، وفي عدله، بل وألّبوا عليه جنده، وفرقوا جمع جيشه، فلعل المضي في الطريق والتهيؤ لتلك الأشواك من أهم ما يعد للسفر، فأصحاب الأهواء لا شغل لهم سوى قلب الحقائق، فهم يبدلون مواقع الخلق بحسب ما تملي عليهم أوهامهم المريضة، ويسقطون أعراض أمراضهم على من يحتك بهم، عساهم يجدوا من يؤنسهم في وحشتهم في عالم الرذيلة الذي يقبعون فيه، وأصحاب المبادئ لا يضيرهم ذلك بل يشرّفهم أنهم مع النبيين والصديقين والصالحين، في الاستهداف سواءً بسواء، وانظر إلى أطهر خلق الله في الأرض كيف شُوِّهوا واتهموا بأقذع التهم من قبل أعدائهم وكلما زاد نقاء معدنك، وارتفع منسوب طهرك، وسمت في العلياء روحك، وخبثت في مقابل ذلك نفس عدوك، وانحطت شيمه وأخلاقه، وانعمس في الرجس حتى أذنيه، كلما كانت الافتراءات عليك أكبر، وكان البهتان الموجه لك أعظم، وكلما كانت الحرب معهم أشد وطأة وأقذر وسائل، وأرذللُ سبلاً.
فيا داعي الخير لا تلتفت، وتظاهر بالصمم، وامض فإن ذلك قاتلهم، وهو خير رد، فما فعلوا ما فعلوا إلا ليوقفوك، وما يغيظهم مثلُ مُضيُّك، وتذكر أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم أخبر أبا بكرٍ بأن ملكاً وُكِّل بالرد عنه لما صمت، ولما ردّ انصرف الملك وجاء الشيطان، فيكفي أن يكون لك عدواً من شياطين الإنس فلا تستدعي شياطين الجنِّ بردودك، ودع ملائكة الرحمن يذودون عنك فيكفيكهم الله بتوكُّلك عليه، وتنتصر وينهزمون، و تصل ويعلقون، والموفَّقُ من وفقهُ الله.
هناك تعليقان (2):
نعم والموفق من وفقه الله ،،
كثيرون هم ذوي النفوس المريضة ممن يقدحون في كل خيرٍ وشر ، والعبرة كامنة في حسن المعاملة والاستقبال لتلك الشرارات
زيارتي الأولى :) ، وبإذنه أتابع جديد فكركم
حسن الاستقبال لا يستطيعه إلا المستوطنون الذين وطنوا أنفسهم على الإحسان في كل حال، فتخلصوا من كل أدران الإمعية، فصار احسانهم سجية وملكة وطبعاً، جعلنا الله وإياكم من المحسنين.
أسعدتني زيارتكم
إرسال تعليق