الخميس، 16 فبراير 2012

سل هذا فيما نقلني

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، ثنا الْفَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ ،عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ آخِذًا قَاتِلَهُ وَأَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَمًا عِنْدَ ذِي الْعِزَّةِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي ؟ فَيَقُولُ : فِيمَ قَتَلْتَهُ ؟ فَإِنْ قَالَ : قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلانٍ ، قَالَ : هِيَ لِلَّهِ " .
استحضرت هذا الحديث وأنا أرى كل يوم تنقلات في وزارات الحكومة ومؤسسات الدولة حيث ينقل الموظفون من موقع لموقع وقد يتنقل الموظف بين أربع أو خمس أماكن في أقل من عام فوقع في قلبي أن هذا الموظف المسكين قد يسحب المسؤول الذي نقله يوم القيامة فيوقفه أمام ربه فيسأله: سل هذا فيم نقلني.
وقد رأيت أغلب التنقلات دافعها القرابة والجيرة والمعرفة والرتبة التنظيمية، وغيرها مما لا علاقة لها بالعمل وأصول المهنة فاستحضرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ : شَيَّعَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ حِينَ بَعَثَنِي إِلَى الشَّامِ , فَقَالَ : يَا يَزِيدُ ، إِنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ ذَا قَرَابَتِكَ , وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ وَلَّى ذَا قَرَابَتِهِ مُحَابَاةً وَهُوَ يَجِدُ خَيْرًا مِنْهُ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ " .
والحقيقة أن المسئولية في العمل الحكومي تعطيك سلطة تفعل بها ما تشاء فالموظف الحكومي مسكين لا حول له ولا قوة وهو بيد مولاه "رئيسه في العمل" يوجه حيث يشاء، ولكنها كلمة أهمس بها صراخاً في أذن كل مسئول تذكر موقفاً يتظلم فيه من ظلم فيقول: "سل هذا فيم نقلني".

هناك تعليقان (2):

Mohamed I. Riffi يقول...

أخي الأستاذ أحمد أبو ندا،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما تغيب المهنية والموضوعية والشفافية، وتتفشى المحسوبية، والحزبية يكثر الظلم، ولكن بأقنعة تخفى على كثير من الناس، حتى لا يستطيع أحد محاسبة الظالمين. والله المستعان!

أخود في الله/
محمد إسحاق الريفي

Unknown يقول...

لكني أخشى أن تهدم دعوات المظلومين بنيان أصحاب الحق وهم لا يلتفتون.