بعيداً عن ساحة المعركة وفي أطراف المشهد وقف رجل مهيب، تبدو عليه أمارات العلم والتحضر، ينتظر في مشهد يدفع للتساؤل عن سبب وقفته هكذا فيما الناس منشغلون بتدبير أرزاقهم، يقترب منه السيد نظام ليسأله عن ذلك، يجيب الرجل أقف انتظر حتى يحين دوري لآخذ ربطة خبز حين يحين دوري. ضحكة مجلجلة تملأ المكان يطلقها نظام ويقول له إذن لن تجد خبزاً تأخذه، يندهش الرجل ويجيب ولمَ؟، يجيبه نظام لأن النظام هو غياب النظام.
عندما تنعدم المعايير، ويغيب تكافؤ الفرص ونعيش حياة الغاب ويغيب المنطق عن الأشياء يصبح عاشق النظام محلاً للسخرية والاستهزاء، ويصبح الاستثناء هو القاعدة، والقاعدة هي الاستثناء، ويصبح الطبييعي مستهجناً والمستهجن طبيعياً، هل أدركتم ما نفعله حين نفتح الأبواب الخلفية فيعطى أصحاب النفوذ، وندفع الناس إلى التصارع فيما يصبح عقلاء الناس محلاً للسخرية والاستهزاء.
هناك 4 تعليقات:
أحسنت أخي الأستاذ أحمد في تشخيص وباء خطير يكاد يدمر مجتمعاتنا بما يسببه من ظلم وإحباط وكراهية، هذا الوباء منتشر في حياتنا بشكل مريع؛ في البنوك، والمؤسسات الحكومية، والمستشفيات، والجامعات،...، وحتى في المساجد، فهناك من المصلين من يحجز مكانا لغيره في الصف الأول. أشكرك وأشد على يديك. بارك الله فيك.
جزاك الله خيراً
أشكرك لمرورك، وأعلم أن كل صاحب فكر سيتفق معي، وأنني سأجد تأييداً من كل نزيه، وصاحب رأي، وناشد لرفعة الأمة، وأن هذا الحديث لن يعجب أصحاب المصالح.
حياكَ الله ،، مسألة انعكاس المفاهيم أو بالأحرى التفافها سيئة ،،
قرأت ذات مرة في كتاب للدكتور عبد الكريم بكار عن ملكة فرنسا في مرحلة ما قبل الثورة "ماري انطوانيت" حينما كان يشكو لها الفلاحون جوعهم وكدهم وسقط أحدهم من جوعه مغمىً عليه فردت قائلة: (اووووه لماذا لا يأكل الجاتوووه)...
أعجبني جدا تعليق د.بكار حول الموضوع حين قال أن الأمر يتعلق بالخارطة المفاهيمية الاستدراكية الخاصة في الملكة والتي لا تندرج فيها مفاهيم االجوع والفقر ،،
الأمر هنا مشابهٌ إلى حد كبير.. فالسيد نظام أو حتى عامة الشعب لم يرد في أذهانهم المعنى الحقيقي والمفهوم الصحيح للنظام ،، ذاك أن العادةَ تأكل المفاهيم ...
تدوينة مميزة
جميل تعليق فيه ثراء للفكرة بحق، هذا ما أردت قوله بالضبط، إضافة إلى أن الطين يزداد بلة حين لا يعي من يوصفون بالنخبة تتابعات انعكاس المفاهيم، وتغيب عن خارطة مفاهيمهم الاستدراكية أبجديات النظام، وتقنيات القيادة، وتتابعات تصرافاتهم العفوية احياناً، والتي يكون لها أثرٌ في غاية الخطورة على مواقعهم النخبوية، وقيمتهم المعنوية، وبالتالي إيمان الأتباع بالقيم السامية التي ربما كانت أحد أهم مقومات شرعية وجودهم في مواقعهم ووصفهم النخبوي الذي تسربلوا به.
إرسال تعليق