الجمعة، 17 أكتوبر 2008

مهارة الخشوع


بينما كنت غارقاً في فكرة أغوص في أعماقها باحثاً عن جوهرة في محارة في ظلمة الأعماق...
أخرجني صوت زميلي ينادي علي، ويسألني عن حالي...
فبرق في خاطري تساؤل...
كيف لم أسمعه؟! مع أنه لا يفصلني عنه أكثر من متر واحد...
ثم تبينت أنني أجلس معه بجسدي، لكن تفصلني عنه مسافات لأن ذهني كان يسبح في فضاء بعيد عن المكان الذي أقبع فيه..
يا للعجب كيف يكون الإنسان هنا بينما هو هناك، وكيف يكون حاضراً في مكانين في وقت واحد... ولكن.. إلى أي المكانين أنتمي حقاً؟!
إلى المكان الذي أتواجد فيه بجسدي أم إلى المكان الذي أحلق فيه بفكري..؟!
تذكرت قصة الصحابي الذي طلب أن تبتر ساقه في الصلاة..
علمت كيف يحلق المرء في العالم العلوي إذا رزق الخشوع وأتقن الفكر..
كأنني أدركت سراً من أسرار الذكر، ودعوة الرحمن للفكر..
أدركت أن الذكر والفكر صنوان، والخشوع ثمرة من ثمراتهما، ذكر في الصباح، وذكر في المساء، وذكر عند الخروج، ورابع عند اللباس، وخامس عند وضع الثياب، وسادس عند النوم، وسابع عند الاستيقاظ وثامن وتاسع وعاشر و...
أذكار مستمرة أنى حللت أو ارتحلت فأنت في ذكر دائم..
ذكر لا يثمر إلا إذا تدبرت ما تقول..
فالشجر لا يثمر في إلا في وجود أسباب الحياة، "وجعلنا من الماء كل شيء حي"
فيا باغي الخشوع اقبل..
بالفكر قرين الذكر تصل مبتغاك، وترث يا قلبي خشوعاً في حناياك، فرطب بالذكر فاك، وامزجه بالفكر تزكو سجاياك..
رزقنا الله وإياكم الخشوع.
أبو محمد
7 / يوليو / 2007
الساعة 8:21 صباحاًَ

ليست هناك تعليقات: