الخميس، 8 ديسمبر 2011

أفلا اقتحم العقبة


تفتح أبواب الفشل عندما نجلس على قارعة الطريق، ننتظر من يزيل منها المتاريس لنمر، أو عندما نقف على الأبواب الموصدة ننتظر قادما من بعيد يفتح لنا لنعبر.
 التسويف، والاتكال.. داءان قاتلان رأيت العديد من الناس يقع فيهما، فقد يطول انتظار صاحبنا ولا يأت من يمر ليفتح له الأبواب أو يزيل له المتاريس، فيقوم بعد فوات الأوان ليزيلها بيديه، أو يفتحها بنفسه، ويمر دون عناء، ولو أنه تدبر لاختصر الزمن، وفعل ما ليس منه بد، فحصّل ما فات، وتجنب نوبات الندم.
فإياك أخي الحبيب أن تنتظر فارسَ أحلامٍ، أو بطلاً منقذاً يأتيك من أعماقِ التاريخ ليسطر صفحات مجدك المنتظرة، وكم تغنّى المسلمون بصلاح الدين، ونادوه ليأتي يعيد أمجاداً قد ضاعت في محاولات مستميتة أو قل ميتة لتعويض نقص لحق بنفسياتهم جراء واقعٍ فرضته غطرسة معتد تطاول بحبل من الله وحبل من الناس، ولو أنهم انشغلوا بتربية صلاحهم وأعدوا من أبناء يقظتهم بطلهم الخاص، لقرب الفجر ولغدا النصر على مرمى حجر، فعش واقعك وجهز نفسك لمعركة الحياة ولا تنتظر من يمهِّد لك الطرق حتى لا تتعثر بغلتك فإن عمر قد مات، وكم من عمر مر على الأمة كعمر، وسل التاريخ يخبرك ألا عمر سوى عمرين عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، ومَن بَعدهم تقصر قاماتهم عن ملاحقة الكبار.
وقد قيل كثيراً ما حك جلدك مثل ظفرك، وعظام الأمور يبدأ انجازها بخطوة صغيرة تخطوها، ولقد خاطب الله بني إسرائيل فقال لهم ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة، ولو استفتحوا لفتح لهم، لكنهم ترددوا، وما اقتحموا، وما كان الأمر يتطلب أكثر من مجرد الدخول، وتدبر قول الله تعالى أفلا اقتحم العقبة، فكل المطلوب تجاوز القعود واقتحام عقبة الكسل والرقاد، والنهوض للعمل وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان والنجاح في خطوة صغيرة يولِّد همةً عاليةً تقود لخطوة أكبر وهكذا حتى تعود همتك لا تطاولها قمة، ولا تقنعها صغار التلال فتعشق صعود الجبال، وتعانق سكنى الربا، فترتقي مراقي العظماء، وتطل على الكون من علٍ وتتلألأ جبهتك بنور الإيمان، وتزين قمة الجبال أخلاقك العالية فتغدو قبلة ومنارة لكل مهتدي، وليس أجمل من تقيٍ في الصدارة، ومؤمنٍ يقود.

أحمد أبو ندا

2/8/2011م – 26/11/2011م

هناك 4 تعليقات:

ayatalk يقول...

يا سيدي.. قد خلق الله للحروب رجالاً,, ورجالاً لقصعةٍ وثريدِ ..
حينما يفهم المرءُ بمَ أمرُ أمته معلق،، أو أمر أسرتهِ أو يشعر بأي مسئولية هي عليه سواءٌ لخاصته أو لأمر وطنه ودينه، حينها فقط سترى من يدق صدره ويُعمل "أنا" ويقول ها أنا ها أنا
صلاح العصر أو قطز الزمان
الأمر في أساسه يعتمد على طبيعة التربية التي يتلقاها الأفراد،، أهي التربية الإتكالية التي يعتاد فيها كل واحدٍ قضاء حاجاته من معتمَد ،،أو التربية الإعتمادية التي تخلق من يدق الصدر ويحمل الأمر ..

تدوينة مميزة :)

Unknown يقول...

تعليق اجمل ما فصلت، ولخص جوهر فكرة تدوينتي.
مروركم شكل إضافة وزاد الفكرة وضوحاً.
تحياتي.

زَهـْــــرُ الُأقْحـُــــــوَانْ يقول...

قال صلى الله عليه وسلم : "إعقلها وتوكل"

قليل من الحظ وكثيرٌ من الإجتهاد والتوكل على الله _لا التواكل! _هي كل ما نحتاج لاقتحام أي عقبة ..

اسلوب جميل..وتدوينة رائعة ^^

Unknown يقول...

ذلّل الله كل عقبة تعترض طريقكم، معرفة الطريق أصعب ما في الرحلة، وخطوة واحدة على الطريق الصحيح معناها الوصول المرتقب، ونهايته مسألة وقت.