مؤلم جداً أن نحب من كل قلوبنا، نحب الفناء لأجل من نحب، ونعشق تراباً داس عليه صغاراً رأيناهم يكبروا أمام أعيننا، واعتبرنا رسالتنا أن نعبر بهم إلى بر الأمان، فلما اشتدت أعوادهم أساؤوا معنا أدبهم، وطالت علينا ألسنتهم، ورمونا بسهام العصيان، وظنوا أنهم كبروا، وما كبروا، بل صغروا كثيراً لأن الكبار كبار الشيم.
قد تصيب القلب غصة للحظات من تمرد حبيب رعيت وداده دهراً، ودعوت له في صلواتك وخلواتك، وتمنيت له السلامة من الكرب، وجاهدتك جهدك لتتجاوز به المحن، وأتعبك وكانت ولادة نجاحه قيصرية، وكان قلبك يتقطع عليه كل يوم وأنت تدفعه لانجاز رحلته قبل فوات أوانها، ثم لما ظن أنه قد خرج من عنق الزجاجة كافأك بسوء الادب، وطول اللسان، وربما تشبع قلبه بعظيم نكران.
أقول لكل أب ومرب وراع خاب ظنه في نبتته، احتسب عند الله أجرك، وارم بذيئاً من عقلك فالأصفار ليس لها اعتبار.
هناك تعليقان (2):
اسمعوا ذلك؟
وإن اعتبروا صفرا فهل يستطيعون أن يبقوه كذلك أمدا بعيد
لا لا يا ربا
لحيظات قليلة ومن ثم يسألون عنه ويفتشون عن أسباب ما سببه
وهو يدري صدقيني هو يدري لكن الاحساس فيه مات
كما يقول المثل
قلب على ابني وابني قلبه على حجر
أحيانا نكتب ما لا نقصد في لحظة غضب، لكن المربي أبداً لا يمكنه أن يترك فلذة كبده بعيداً بل يعفو ويغفر، ويحن، ويوجه، وقلب المربي كبير يسع ضيق أفق المتربين، ويحاول رغم جحودهم إصلاحهم فهذه مهمة الأنبياء، والمرسلين،وهي الفطرة التي فطر الله الآباءعليها. دمتم بعز
إرسال تعليق