آن الأوان أخيراً أن ارى الشمس دون أن تتراءى لي قضبان السجن تحجبها، آن الأوان لأن أحتضن أطفالي وألمسهم، لن اراهم بعد اليوم من خلف حواجز، لن يحرمني منهم أحد، آآآآآآآآآه يا أمي سأكحل عينياي بمرآك ثانية.. وزوجتي لا لا تريني دمعك الدامي، صبرت فنعم الصابرين يا خير زوجة يا أم أطفالي.. أنا عائد إليكم جميعاً لترب الوطن لجدران البيت، لصحبة الأحباب، للبدء من جديد، لمواصلة السير، لاستكمال المشوار..
لكم اشتقت إلى ضياء الشمس، وحنان أمي، والسكن إلى زوجتي، وملاعبة أطفالي..
أماااه.. اشتقت لترب الأرض اعشقه، واشتقت للسماء ارنوها، واشتقت لخبز القمح معجوناً بيديك المتوضئتين، ولطبخك المعبق بأنفاسك الطاهرة..
أماه أسمعت أنباء صفقة أنجزت، وتبادل قد حدث، أماه ما فك قيدنا غير قوةٍ دكت حصونهم بكل عناد.. أخبري فصائلنا بضرورة الإعداد لإخراج من بقى خلف القضبان مصفداً في الأغلال.. أماه أخبريهم أن خلفي إخوة ينتظرون شاليطاً جديداً ليحلقوا في سماء بلادي.. أخبريهم أن حمائم الاشجار نادتنا في أيكها، وأننا في شوق لنلبي نداءها.. أخبريهم أنه أجمل خروج نعم خرجنا ونحن كما نحن معنا عزتنا وكرامتنا.. أخبريهم أنا خرجنا رغم أنوف الظالمين، خرجنا وأصابعنا في عيونهم تفقؤها، وعيوننا تقول لهم سنذيقكم باسنا مرة بعد مرة..
ما أجمل العزة في كل أوان.. نعم خرجنا بكل فخر، نتلحف كبرياءنا، وقاماتنا تناطح الجوزاء في عليائها... نحن الآن نقول بملء الفم..
مقاومتنا لا تنسى أسراها..
شعبنا لاينسى من ضحى لأجله...
مرة أخرى الحقوق لا تعطى ولا تمنح ولكنها تنتزع انتزاعاً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق