ليس من طبعي الانفعال السريع ولا العصبية الزائدة، لكن أحياناً يتصرف أحدهم بغباء متكرر حتى لا تستطيع معه أن تملك نفسك، فتنفلت من عقالك، وتطيح بمن حولك كخيل جامحة، لا تميز بين غث ولا سمين، وتطوف تحطم أجمل ما لديك، تكسر كل ما حولك من تحف ومقتنيات جمعتها على مر السنين، بل والأدهى والأمر أنك تكسر ما هو أغلى من ذلك تكسر معان جميلة وصداقات حميمة كونتها على مر الأيام والسنون، كل هذا في لحظة غضب..
تنتهي ثورتك، وتجلس بعد ان افرغت طاقة غضبتك، وتتفقد خسائرك، وتحسب ما جنت يداك، فتجد أن ما فعلته بنفسك فاق كثيراً ما فعله بك اعداؤك، وأنك خسرت من كان من المفترض بهم أن يكونوا إلى جوارك، يساندونك في محنتك، ويقفون معك في وجه عدوك.
هذا هو نتاج الغضب الطائش، والانتصار الغير متعقل، وتتبع الانفعالات غير الموزونة، خسارة أفدح من مصابك بفعل يدك، لذا لم تكن الشدة بالصرعة بل كانت الشدة لمن يملك نفسه عند الغضب، فلا تزيدوا خسائركم، ولا تضيفوا لأنفسكم أعداء جدد، في لحظة طيش حمقاء، أو عصبية مجنونة، أو تحت تأثير فعل مستفز، وخيط رفيع يفصل بين غضبة محمودة، وطيش أحمق، فراقب نفسك عند غضبتها، ولا تبدد أغلى ما تملك.
وليتني أكون أول الممتثلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق