الخميس، 21 فبراير 2013

الحرية سامر

214 يوما من الإضراب عن الطعام لا تكفي للفت انتباه مشاعر الإنسانية المرهفة لمعاناة صاحبها، لأنه ببساطة ليس من بني البشر، ولأن المساواة فقط بين بني الإنسان، كما أنه ليس من بني الحيوان لأن جمعيات الرفق بالحيوان أيضاً لم يلفت انتباهها جوع أسد سجين لمدة 214 يوماً، لأنها ببساطة أيضاً لا تعتبره من الحيوانات.
سامر العيساوي وأيمن الشراونة جسدا أزمة الإنسانية في عصر طغيان حضارة الغرب المتمدنة، المثال الذي تسعى "النخبة" العربية للاقتداء به، وصعت رؤوسنا به، للأسف الكذب زيت المقلاة التي تطبخ به طبخاتهم، والبلادة نحو نصرة المستضعفين من فلسطين إلى سوريا إلى ميانمار، وكل بقعة ليس فيها مال يسرق.
ما نشاهده اليوم يمكن التفكر فيه والخروج بعدة خلاصات من أهمها:

  1. الأخلاق ليست دافعاً للدول النافذة في العالم للتحرك فقد فقدوا حياءهم منذ زمن.
  2. ملف الأسرى لا يتحرك إلا بالقوة وليس هناك من سبيل لتحريرهم إلا بالمبادلة.
  3. التفاعل الشعبي مع قضية الأسرى أقل من المستوى المطلوب كما نلمس والفعاليات الجماهيرية ليست بالزخم المطلوب.
  4. العالم يحترم القوي فقط.
  5. للمستضعف وسائله لكسر الجبروت ورفض الذل، وإعلاء كرامته.
  6. ميثاق حقوق الإنسان ينادي بالمساواة وقد تورط في العنصرية والتمييز في التطبيق. وعنصرية في تطبيقها.
  7. ليس لليهود عهد  ولا ذمة فقد اعتقلوا أيمن الشراونة وسامر العيساوي اللذان أفرج عنهما ضمن صفقة وفاء الأحرار.
وفي الختام:
صوم يوم يشعرك بمعاناة الأسرى المضربين عن الطعام، ويعطيك فرصة للدعاء في وقت استجابة ساعة الإفطار، ويعطيك فرصة للتدبر فأنت ستنهي صيامك وتأكل بينما هم مستمرون تحت الألم الذي أوجع بطنك فلا تنساهم.
اللهم فك أسر المأسورين، وأحسن خلاصهم يا رب العالمين.


ليست هناك تعليقات: